صاحبة النية الصادقة |
في قديم الزمان كان هناك رجل فقير يعيش مع زوجته في كوخ صغير ، كانت زوجته دائما ما تصدقه ، و ذات يوم طلبت الزوجة من زوجها ان يحضر لها لحما على العشاء ، وافق الزوج على طلبها وخرج إلى العمل كعادته و عند عودته رآى زوجته تنتظره عند الكوخ ، احتار كثيرا! ماذا سيقول لها؟ فهو لم يحضر اللحم الذي طلبته زوجته ، فذهب إليها و قال :" يا زوجتي العزيزة ، انا لم أحضر لك اللحم اليوم ، لأنني جمعت الماء لاشتري لك غدا خاتما جميلا يليق بك " فرحت الزوجة كثيرا لهذا الخبر ، وفي الغد ذهب الزوج الى العمل ، و لكنه لم يوفق في عمله و لم يشتري لزوجته ما وعدها به . و عند عودته رآى زوجته تنتظره بشوق أمام الكوخ ، و بمجرد وصوله سألته عن الخاتم ، فقال :" لقد فكرت في شيء يليق بزوجتي الجميلة أكثر ، فكرت في شراء بيت جميل و واسع " فرحت الزوجة و زادت سعادتها ، و في الغد ذهب الزوج مهموما الى عمله من كذبه على زوجته البريئة ، و ودعت الزوجة بدورها جيرانها في فرح و سرور ، و عند عودته رآى زوجته تنتظره أمام الكوخ ، وقف بعيدا يراقبها في حيرة من أمره ، وفي هذه اللحظة مر به صديق له فرآه حائرا فذهب إليه و سأله :" ما بك يا صديقي ، ما لي أراك حائرا هكذا؟ " قفص عليه القصة و حكى له كيف أنه كذب على زوجته التى دائما ما تصدقه ، فقال له :" لا تحزن يا صديقي ، انا املك لك حلا مناسبا ، هناك بيت مهجور أدلك عليه ، هناك الكثير من سكنه لكنهم فزعوا لما رأوه و سمعوه ،وخربوا منه فورا " فقال الزوج :" انا لا أريد لزوجتي ان تفزع !" فقال صاحبه :" هذا هو حلك الوحيد ، فكر في الأمر جيدا " فكر الزوج قليلا فلم يجد حلا آخر ثم ذهب إلى زوجته وقال لها احزمي امتعتك غدا ستنتقل إلى بيتنا الجديد ، فرحت الزوجة كثيرا وسرعان ما جمعت كل أغراضها ، و في الصباح الباكر اخذ الزوج زوجته و جميع اغراضهما الى البيت المهجور و تركها عند الباب وقال لها :" سارسل لك امرأة تساعدك على ترتيب البيت ، اما انا سارجع في المساء." دخلت الزوجة إلى البيت فوجدته في حالة يرثى لها ، بدأت الزوجة من فورها في التنظيف و الترتيب ، و فجأة ظهرت جنية على شكل امرأة و بدأت تصرخ بأعلى صوتها لكن الزوجة لم تأبه لها و قالت :" هيا أيتها الشنطاء ماذا أصابك ؟ لماذا تصريخين مثل المجانين ؟ تعالي و ساعديني ، ألهذا استاجرك زوجي! " استغربت الجنية من الزوجة و كيف انها لم تخف منها فعاودت الصراخ بطريقة مفزعة أكثر من الأولى ، لم تلتفت لها الزوجة و واصلت عملها واعطتها عدة أعمال للقيام بها ، عاودت الجنية الصراخ لعلها تفلح هذه المرة فقالت الزوجة :" هيا ساعديني و دعك من هذا الصراخ ، سيصل زوجي قريبا و لم نكمل عملنا بعد ، هيا اسرعي و ساعديني " استسلمت الجنية و أخذت في مساعدتها حتى تعبت من كثرة ما تامرها به ، فقالت الجنية للزوجة :" سوف اعقد معك اتفاقا مقابل ان تتركيني اذهب " قالت الزوجة :" هات ما لديك " قالت الجنية :" سأعطيك هذه الجرة المليئة بالذهب و اتركيني اذهب ." قبلت الزوجة بالعرض و تركتها تذهب مقابل الذهب و سرعان ما أكملت جميع أعمالها و ترتيباتها و أخذت بعض الذهب و ذهبت إلى السوق و اشترت اللحم الذي اشتهته من قبل ثم اشترت الخاتم الذي وعدها زوجها به و بعض الهدايا لزوجها ، رجعت الى البيت و بدأت بشواء اللحم للعشاء و لبست الخاتم ، عاد الزوج من العمل و هو خائف مما سيلاقيه في هذا البيت ، و أخذ يراقبه من بعيد ، فرأى دخان الشواء يتصاعد من البيت و كانت الروائح زكية ، دخل الزوج و هو متردد فرأى زوجته سعيدة وروت له قصة المرأة التي أعطتها الجرة ، استغرب الزوج كثيرا من زوجته ثم قال لها :" هذه هي نيتك الصادقة التي اخرجتك من هذه المحنة و جازاك الله بها و اعطاك كل ما تنميته ، الآن تعلمت منك درسا في حياتي و اعدك أن اكون صادقا معك دوما."
مواضيع تهمك :
تعليقات: 0
إرسال تعليق